صندوق ووقفية القدس يعقد اجتماع مجلس أمناءه الرابع باستضافة دولة الكويت

تحت رعاية سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح صندوق ووقفية القدس يعقد اجتماع مجلس أمناءه الرابع باستضافة دولة الكويت ولي عهد الكويت الشيخ نواف الأحمد :  الكويت لم تتأخّر عن دعم الشعب الفلسطيني، المصري : شكرا للكويت وماضون لبذل كل الجهود الممكنة لدعم القدس وأهلها

عقد في  العاصمة الكويتية الكويت الاجتماع  السنوي الرابع لمجلس أمناء صندوق ووقفية القدس باستضافة كريمة من دولة الكويت ورعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح تحت شعار نحو رؤية شاملة لإسراج قناديل القدس ، وتوجت فعاليات الإجتماع بلقاء أعضاء مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس بولي العهد بدولة الكويت الشيخ نواف الأحمد وقد عبر سموه عن شكره وتقديره لرئيس وأعضاء مجلس امناء صندوق ووقفية القدس، مشيدا بجهودهم الكبيرة التي يقومون بها في المجال الإنساني والتنموي في دعم القدس ، مؤكداً أن الكويت لم تتأخر دوماً في دعم الشعب الفلسطيني متمنيا لهم التوفيق والنجاح.

 وتضمنت فعاليات الاجتماع حفل افتتاح ضخم حضره كبار الشخصيات الكويتية وفي مقدمتهم رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم والسفراء العرب والاجانب وأكد الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي أن ما يقوم به أعضاء مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس غاية في الأهمية ويساهم في التصدي لمخططات طمس الهوية العربية الفلسطينية للمدينة المقدسة ، سواء للمسلمين أو للمسيحيين.وقال: "لسنا ضد دين من الأديان، ولا ضد أي رسالة سماوية، بل ندفع بأن تتعايش جميع الديانات بسلام، لكننا ضد كيان عنصري بغيض يريد سلب الهوية واغتصاب الأرض واحتلالها، فالقضية الفلسطينية ليست قضية شرعية أو قومية، بل هي إنسانية وقضية حق في المقام الأول".

وأعرب الغانم عن ثقته بأن "الاستمرار في عدم السماح لليأس بالدخول إلى قلوبنا، سيؤدي إلى النصر القريب الموعود، ونثق بأن المساجد في القدس ستصدح بالأذان، وأجراس الكنائس ستُسمع في كل مكان".

بدوره، قال الدكتور محمد اشتية، في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس، إن بإمكاننا عمل الكثير للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للقدس، وذلك من خلال دعم الجمعيات الخيرية في القدس، وترميم البيوت في البلدة القديمة ودعم جامعة القدس وغيرها من المؤسسات.وأضاف ان ما قدمته دولة الكويت والمملكة العربية السعودية من دعم على مدار سنوات طويلة، سياسيا واقتصاديا، أمر مقدر عند كل الفلسطينيين، مؤكدا أن إعلان مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمر خطير يجب التصدي له على كافة الأصعدة.

من جهته ذكّر رئيس مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس الأمير تركي الفيصل، بما قاله الملك عبد العزيز آل سعود عام 1945 للرئيس الأميركي آنذاك إن "مساعدة الصهاينة في فلسطين لا تعني خطرا يهدّد فلسطين وحدها، بل يهدّد سائر البلاد العربية".ولفت إلى أن الملك فيصل ألقى خطابا عام 1948 قال فيه "إننا هنا لا لنفرض على أحد شيئا بالإكراه، إنما اجتمعنا للتذاكر للحوادث المؤلمة التي نزلت بإخواننا في فلسطين، فقد نزل بهم من فوادح المحن وقوارع الخطوب ما نسأل الله أن يلطف بهم فيه ويُزيل عنهم هذه الغمة ويظفرهم بحقهم المغتصب، ويجب على كل فرد منا أن يشعر بأنه فلسطيني عربي، وهو فوق ذلك مسلم، وإذا توافر هذا الشعور لدينا عرفنا ما علينا فعله، وإني على ثقة تامة بأن كل فرد لا يتأخّر في تقديم ما يستطيع تقديمه في هذا السبيل، وإذا قلت هذا فليس أمراً مني أو إيعازاً؛ فالجميع في غنى عن ذلك، والواجب الإنساني والأخوي والديني يفرض ذلك".

وأشار الفيصل إلى أن البيان الختامي لقمة مجلس التعاون التي أنهت أعمالها مؤخرا، أكد "أن القدس هي العاصمة التاريخية لفلسطين وفقاً للقرارات الدولية، وأي إجراء تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي هو أمر باطل ولا يؤدي إلا إلى إشعال التوتّر في المنطقة، وإضعاف فرص الوصول لحل شامل ودائم يُبنى على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية".

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس منيب المصري، إن الكويت وضعت حجر الأساس للمعهد العربي الكويتي، الذي غدا منارة علمية ممثلة في جامعة القدس، ووضعت حجر الأساس للمستشفى الكويتي الذي أضحى أهم صرح طبي في القدس، وهو مستشفى المقاصد الإسلامي.

وأضاف المصري ان الكويت لم تتوقّف يوما عن دعم القدس وفلسطين، وكان لها دور أساسي في تأسيس واحتضان منظمة التحرير الفلسطينية ومساندتها في أصعب الظروف.وبيّن أن رسالتنا هي رسالة القدس للأمتين العربية والإسلامية، نطلقها من قلب الكويت؛ لتصل إلى أحرار العالم، ومفادها أن القدس تتألم وتنزف كل يوم، وتُهود هويتها ويُشرّد أهلها ويُدنَّس مسجدها، وتُقيّض كنيستها؛ فالبرنامج الإسرائيلي يستهدف كل متر من أرضها، وكل فرد من أبنائها.

وكرَّم مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، وأهداه كوفية فلسطين.واستعرض الاجتماع عدداً من الفيديوهات القصيرة حول القدس، والمهرجان الذي أُقيم في القدس، تقديراً وشكراً لجهود الكويت في دعم القضية الفلسطينية.

بدوره، طالب خطيب المسجد الأقصى المبارك عكرمة صبري بتثبيت البوصلة نحو القدس.وقال إن القدس تطالبكم بإنقاذ المؤسسات المقدسية في المجالات التعليمية والصحية والإسكانية، ليتمكّن المقدسيون من الثبات والرباط في بيوتهم ومتاجرهم.

وأوضح أن القدس تطالب الحكومات العربية والإسلامية بالحراك السياسي والدبلوماسي والتجاري والاقتصادي، للجم الاحتلال وردعه عن التجاوزات والاعتداءات على المقدسيين والمقدّسات.كما توجَّه رئيس الاتحاد اللوثري العالمي المطران منيب يونان، بالشكر إلى أمير الكويت على اللفتة الكريمة بدعوته لزيارة الكويت، مشيداً بمواقفه الكبيرة تجاه القضية الفلسطينية والقدس.

وقال يونان إن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية والعربية، ولا يمكن أن تُحلّ إلا بحل عادل للمدينة المقدسة، لأنها عاصمة خالدة للمسلمين والمسيحيين.وأكد وجوب الحفاظ على الوضع التاريخي للقدس من دون تغيير، مع التشديد على أن الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي وصاية هاشمية، يرعاها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وقالت أمين عام جمعية الهلال الأحمر الكويتي مها البرجس، إن "الاجتماع يهدف لبلورة خطط شاملة وتوحيد الجهود المبذولة لتوفير الدعم المادي والمعنوي لمدينة القدس، وإسراج قناديلها حفاظا على عروبتها".ولفتت البرجس، إلى أن الاجتماع يتضمن عرض آخر المستجدات في القدس وبرامج ومشاريع الصندوق، والنظام الخاص بمجلس الأمناء والعضوية، بالإضافة إلى دور مجلس الأمناء في تعزيز الموارد المالية للصندوق، وتعزيز دور الحكومات العربية والإسلامية بدعم القدس، وتعزيز دور رجال الأعمال والقطاع الخاص في العالمين العربي والإسلامي بدعمها.

Image